إيران تودع أوباما بالإهانة
إنها قصة الضفدع الذي حمل العقرب على ظهره ليعبر به الماء إلى الضفة الأخرى٬ وما إن وصل حتى لدغه العقرب٬ فاستنكر الضفدع فأجابه: ما كنت عقربًا لو لم أفعل.
سبع مرات في نهاية الأسبوع الماضي تعرضت المدمرة الأميركية ماهان Mahan لخطر المواجهة من زوارق الحرس الثوري الإيراني في المياه الدولية في الخليج٬ التي اضطرتها لإطلاق النار تحذيريًا. كما أقيمت احتفالات في طهران بمرور عام على ما تسميه طهران بإذلال البحارة الأميركيين!
على أية حال٬ أيام قلائل تفصلنا عن يوم تنصيب الرئيس المنتخب٬ وبعدها سنطالع كيف يعامل النظام الإيراني الحكومة الأميركية الجديدة. هل سيجرؤ على اعتراض زوارقها٬ واعتقال بحارتها٬ أو إطلاق النار باتجاه القطع العسكرية الموجودة في مياه الخليج؟
في واشنطن٬ الاستعدادات جارية لعملية التسليم الرئاسية٬ وكل ما سمعناه حتى الآن يوحي بأن نهاية رئاسة باراك أوباما هي نهاية سياسته في منطقة الخليج٬ وستعقبها حقبة مختلفة في منطقة الشرق الأوسط. ولا أريد الاندفاع في رفع توقعاتنا من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب٬ لكن ما قاله كبار مسؤوليه في جلسات الاستماع في الكونغرس٬ في الأسبوع الماضي٬ يشير إلى أن ترمب ليس أوباما٬ وقد أكدته شهادات ثلاثة من كبار مرشحيه للخارجية٬ والدفاع٬ والـ«سي آي إيه»٬ تجاه إيران. الثلاثة٬ وبوضوح٬ اتهموا إيران بأنها مصدر القلاقل في المنطقة٬ وأن سياسة الإدارة الجديدة ستواجهها بدل التحالف معها٬ دون أن يعني ذلك التخلي عن الاتفاق النووي احتراما للمواثيق الموقعة.
ولو فعلوا ما توعدوا إيران به٬ فسيكون تبدلاً مهًما في السياسة الأميركية في علاقاتها مع منطقة الخليج٬ وتوازن القوى في منطقة الشرق الأوسط. أوباما بدأ علاقاته سرا بالنظام الإيراني٬ ووضع ثقته في نظام العقرب وحمله على ظهره٬ مراهنًا على أنه سيكون شريكا إقليميًا في السلام٬ وحليفًا أساسيًا في محاربة الإرهاب. ولأن إدارة أوباما أن تمنح وعودًا وتوقع اتفاقيات سيئة٬ ليس فقط للولايات المتحدة ولكن للمنطقة والعالم أجمع. ولا يوجد تعمدت التواصل مع النظام في طهران سرا لفترة طويلة٬ كان سهلاً عند أحد في المنطقة رفض لأن تنفتح واشنطن على إيران٬ وتتوصل إلى اتفاق يوقف برنامجها النووي٬ لكن جملة أخطاء وقعت فيها إدارة أوباما تسببت في إطلاق سراح وحوش النظام التي هي وراء الكوارث في سوريا والعراق واليمن. لم يكن ذلك ضروريًا٬ وقد حان الوقت لتدرك إيران أنها تستطيع أن تستمتع بمقدراتها الاقتصادية٬ ويفتح العالم لها أبوابه للمتاجرة والسياحة والتبادل المعرفي٬ لكن لا ينبغي أن تترك قواتها وميليشياتها طليقة تهدد أمن دول المنطقة وأمن ومصالح العالم كله.
نقلا عن "الشرق الأوسط"